الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

أيا نصفي.. تمالك

أعجز عن مكابرة دموعي.. أراها أمامي تحزم أمتعتها وترتب لغياب طويل. ثيابها تتشبث بالدواليب رافضة الرحيل. عيونها تتعلق في كل أركان المنزل علها تجد ما تتمسك به. كلها ترفض أن تذهب ولكن زمجرة الرياح أبت إلا أن تنتزعها من مكانها.

أبلع عبراتي وأداري حزني.. نظرات تبلد ترتسم على ملامحي وتطمسها. دموعي تغلي بمقلتي من شدة حرقتي وتتبخر قبل سقوطها.
لا أتقبل تعاسة فرقتها فكأنما نصفي يتهاوى على الأرض. ومايتعسني أكثر هو نحيب قلبها. روحها متعلقة هنا وجسدها يترنح بنشوة سكر عالية بعد تجرع كؤوس الرحيل.
تتسابق عقارب الساعة لتدق في السابعة صباحا.. حتى هي مشاركة في المؤامر! وتقترب معها من مسقطها دموعي.

ما أصعب لحظة أن نفارق أنفسنا. نمشي كأجساد خاوية على جدول الزمن الرتيب. وننكف على العيش مرغمين على اداء دور المهرج الضاحك.

أبكيك اليوم يا أنا وأبكي قلبك الباكي. براكين حزني تنفجر وتدمر كل حواجز مكابرتي. نحيبي يعلو ودموعي تتساقط وجسدي يتهاوى بضعف رافعا راية الاستسلام للحظات الفراق.

 رغم كرهي للوداع الا اني لم أجرؤ ان أحرمني من آخر عناق صادق قد أحضى به.. تعانقنا دون ان تتواجه نظراتنا..
ومن حين أدارت ظهرها ضعت من نفسي..

28/7/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق